أصبح حاكماً على بلاد حصن كيف وكردستان بناء على طلب والده واستقر في قلعة حصن كيف وكان رحيم القلب حلوالمعشر ذكياً فطناً وفي عهده ازدهرت كردستان وحصن كيف ازدهاراً لم يسبق له مثيل في مجال العمران والبناء وتوفي سنة 781هجري.
7- الملك الأشرف بن الملك العادل بن الملك محمد بن الملك سليمان:
عاصر تيمورخان الكوركان(تيمورلنك) ويقول صاحب كتاب شرفنامه(1) (شرف الدين علي يزدي) في سنة 796هجري الموافق لعام 1394م سيطر تيمورلنك على بغداد وتوجه نحو ماردين وفي مدينة الرها تقدم إليه حاكم حصن كيف بالهدايا والأموال ثم عاد الى بلاده مزهواً وتوفي بعد ذلك.
8- الملك خليل بن الملك الأشرف بن الملك العادل :
بعد وفاة والده أصبح حاكماً على بلاد حصن كيف وفي سنة 824هجري الموافق 1433مذهب مع عدد من أمراء كردستان الى (وان) و(ستان) حيث قابلوا شاهروخ بن تيمورلنك وأغرقوه بالهدايا وقدموا له فروض الطاعة والولاء ومكثوا عنده حتى عادوا من (ألشكير) بفرمان ملكي الى بلادهم وهم الأمير شمس الدين البدليسي والملك محمد الهكاري وابن السلطان سليمان الهيزاني وفي هذه الأثناء عاد الملك خليل الى حصن كيف حيث توفي هناك سنة862هجري الموافق/1458م
9- الملك خلف (أحمر العيون)(2) بن الملك سليمان بن الملك الأشرف:
كان من حكام حصن كيف العظماء وقد حكم بعد وفاة عمه فدارت معارك حامية بينه وبين أمير بوتان وكان أحمر العيون ينتصر مراراً على عدوه ويهزم جيش بوتان وما كان يقال له احمر العيون كان يكنى أيضاً ب(ابو السيفين) لأنه كان يحارب بسيفين في المعارك وعندما حاول الأقيونلو حسن الطويل البياندوري السيطرة على كردستان وإرسال جيش كبير من جج بالسلاح الى حصن كيف استطاع احمر العيون رده على اعقابه معفراً بالتراب كما قتل عدداً كبيراً من جنوده ولما وجد الأعداء أن لاجدوى من اخضاع هذه البلاد بالقوة لجأوا الى الحيلة والخداع فتمكنوا من استحالة أحد أولاد الملك خليل قائلين له لماذا نحارب بعضنا فنحن لانريد إلا إزاحة الملك خلف وجعلك ملكاً مكانه ثم نعقد صلحاً فيما بيننا ولهذا فقد انطلت الحلية على أولاد الملك خليل وقتلوا عمهم البريء في الحمام غدراً وسلموا المدينة الى أعادائه ولم يصبحوا حكاماً بل غدر بهم العدو وأهانهم.
10- الملك خليل بن الملك سليمان بن الملك الأشرف:
في عهد مملكة الأقيونلو كان قد أختبأ لفترة في حماه وعندما بدأ الضعف يدب في هذه المملكة القائمة في كردستان وفي الوقت الذي بدأت فيه تخطوا سراعاً نحوحتفها وأصبحت على حافة الانهيار لجأ الملك خليل الى جمع العشائر الكردية حوله بمساعدة الأمير شاه محمد الشروي الذي كان أحد حكام ووزراء العائلة الأيوبية وأعلن نفسه ملكاً على حصن كيف ثم شن هجوماً صاعقاً على العدو وتمكن من السيطرة بسهولة على قلعة حصن كيف وانتزعها من أعدائه وأصبح مستقلاً وأخضع تلك المناطق لحكمه ويقوقل شرف خان البدليسي في الحقيقة لم يصل أحد من حكام كردستان الى مثل شجاعة ومكانة هذا الرجل الذي دخل في عداد عظماء الملوك وتزوج من أخت شاه إيران اسماعيل الصفوي وحضر حفلة عرسه ملوك وحكام كردستان وعقدت حلقات الدبكة والرقص وأقيمت الأفراح والليالي الملاح ودارت كؤس الشراب بايدي فتيات رشيقات القوام وراقصات مليحات تسر حركاتهن الناظرين وبإختصار كانت حفلة عرس لم يسمع بمثلها أحد قط. هذا وعندما انهارت الدولة الأقيونلية وعلانجم الشاه اسماعيل الصفوي في سماء إيران حضر لتهنئته اثنا عشرة من ملوك وحكام كردستان وقدموا له فروض الطاعة والولاء ولكن هذا الشاه الغبي عمد الى تقييد هؤلاء الملوك والحكام بالسلاسل وأودعهم السجن ودكل بهم (زينل خان شاملو) كما أرسل الملك خليل وابنته وزوجته وأولادهما الى تبريز على الرغم من الأيادي البيضاء التي أسداها إليه هذا الملك وهناك أدخل صهره السجن عندئذ تحرك الطامعون في ملكه فاقتطع البجنويون الجهة المقابلة للقزلباش من بلاد حصن كيف وكان الملك خليل قد قتل الأمير محمد والد الأمير حسين البجنوي فتحالف الأمير حسين مع القزلباش قلباً وقالباً حتى أن البجنويين مالوا الى مذهب هؤلاء وأصبحوا منذ ذلك اليوم أنصاف قزلباش كما استطاع التحالف الكردي-التركي الحاق الهزيمة بالتحالف الفارسي-القزلباشي في معركة (جالديران)عام 1514م وبعدها عاد الحكام الأكراد الى بلادهم وتمكن الملك خليل وبمساعدة (باشي بيوك) من قتل حراسه وسجانيه وهرب ليلاً متوجهاً الى بلاده ومعه جماعة من أصحابه وعند بحيرة وان سدت العشيرة المحمودية عليهم الطريق وقتل الباشي بيوك في ميدان المعركة فاستطاع الملك خليل النجاة بنفسه بعد أن قام بضرواة وفي هذه الأثناء بايعت عشائر شروان وزركان مع عشائر حصن كيف الملك سليمان بن الملك خليل ملكاً عليها أما عشيرة الرشان فقد اتخذت أحد أولاد عمومة الملك خليل كحاكم عليها كما أرسلت بوتان جيشها الى سيرت ولكن عندما سمعوا بقدوم الملك خليل عادوا الى بلادهم على عجل وقدم له أولاده وأقاربه الطاعة والولاء فاستولى بسهولة على سيرت وذهب بجيشه الى حصن كيف التي تحصن فيها البجنويون الذين كلنوا يجلبون الإمدادات والأرزاق من (طور) وقد أعطى الملك خليل قرية باله(بالانة) الى الأمير حسين دية والده وتصالحا ثم سلمت إليه القلعة صلحاً ويقول المهتمون بتاريخ البجنويين ان البخت والبجن (باجن) كانا أخوين يسكنان جزيرة بوتان ولكن الأخوان لم يكونا على وفاق فخرج البجن من الجزيرة وذهب الى حصن كيف التي اصبحت قلعة بجنوية إلا أن الأيوبيين انتزعوها من البجنويين أحفاد باجن فيما بعد وهذا كلام شرف خان درأيه وقد رويت لكم القصة الحقيقية سابقاً حول هؤلاء وبنيت كيف أن الحصن قد وقع في أيدي الأيوبيين ويتابع شرف خان القول. يعتقد البعض أن الأكراد هم جميعاً أبناء باجن وبخت والذين قالوا أن الأكراد من الجن قد اشكلت عليهم التسمية (باجا) وفسروها خطأ بالجن والبجن (باجن) هي عشيرة كردية سكنت (طور) ولاتزال تسكن هناك حتى اليوم وأفرادها يدينون باليزيدية أو القزلباشية كما يقول شرف خان ويقال لهم اليوم يزيديو الباجنة والباجن أيضاً تطلق على مجموعة كهوف أو أنها أطلال مدينة قديمة يقال لها اليوم (البجنخوير) وتقع في أراضي عشيرة الهفيركا وما من شك في أن البجنخوير كانت مدينة بجنوية وحسبما يقول الوزير القدير محمد أمين زكي بك فإن هذه الكلمة تلفظ بجنوي أو باجناوة أو باسناوة والصحيح هو الباجنة لأنه توجد عدة قرى تبدأ أسماءها ﺒ (با) في مناطق حصن كيف مثل باغاس وباطوش وباسيات وباجن وال(با) هنا بمعنى صاحب الشيء أو صفة للإسم أو كما يقول العرب ذات الشيء.
وفي عهد الأمير شرف الجزيري ساءت العلاقات بين الأمير حسين البجنوي والأمير شرف والملك خليل الذي قتل والد الأمير حسين المدعو الأمير محمد واثنا عشرة من أولاده قتلهم جميعاً لأن الأمير محمد تلاسن على أمير بوتان في حضرة الملك خليل ولذلك عندما دخل الزلباش كردستان تحالف معهم البجنويون وتحضوا في قلعة حصن كيف وأخيراً أعطى الملك خليل وكما أسلفنا قرية بالانة للأمير حسين دية والده وأخوته وتصالحا ثم دخل خليل القلعة دون قتال ومن هنا يظهر أن منطقة (طور) كانت في يد البجنويين وتوفي الملك خليل بعد أن خلف أربعة أولادهم الملك سليمان والملك علي والملك محمد والملك حسين.
11- الملك حسين بن الملك خليل :
أصبح حاكماً على مناطق حصن كيف بعد وفاة والده وعلى الرغم من صفر سنة فقد اختارته العشائر الكردية حاكماً عليها نظراً لشجاعته وسخاءه وفطنته وعندما شب عن الطوق وضع أخويه الملك علي والملك محمد في السجن وكان أخاه سليمان قائداً لجيشه وعندما توقع منه سوء النية هرب من أرزن الى دياربكر والتجأ الى خسرو باشا والي المدينة وعرفه بنفسه بأنه كبير اخوته ورجاه أن يساعده ليصبح ملكاً على بلاده وكان خسرو باشا ينتظر هذه اللحظة فأرسل دون إبطاء الى الملك حسين ليطلق سراح أخويه ثم قتله في دياربكر فحل محله أخاه الملك سليمان.