القاهرة – ابراهيم محمد شريف
الحلقة الاولى
كثيرة هي العوائل الكوردية التي تتواجد في مصر .. ليس في الفترة الحالية فحسب بل كانت موجودة منذ عقود طويلة من الزمن وخاصة بعد تولي القائد الكوردي صلاح الدين الايوبي ( 1138- 1193 م ) مصر وكذلك انبثاق اول جريدة كوردية في مصر ( جريدة كوردستان ) عام 1898 م ولاجل التواصل مع هذا التاريخ ومعرفة حقائقه وتناوله بصفة واقعية توجهنا الى محافظة الفيوم والتي تبعد عن العاصمة المصرية القاهرة ب ( 100 ) كيلو متر والتقينا العديد من العوائل الكوردية الاصل ومنها ( عائلة آل الجندي ) التي ضيفتنا وقدمت لنا هذه السطور وغيرها سنتناولها في تحقيقات لاحقة ..
كانت لنا الوقفة مع عائلة آل الجندي وفي مقره الاثري الذي يمتد تشيده الى القرن الثامن عشر في الفيوم وتحدبد في (قلم شاه ) وحدثتنا العائلة عن جذور العائلة مشيرة انه كانت بامارة كردستان الشمالية حيث كان الامير بدرخان هو اخر امير حكم اقليم كردستان الشمالية كامارة مستقلة وكان ذلك في اواخر عام 1813 م بعد وفاة الامير بدرخان بدلت الدولة العثمانية سياستها تجاه نسله تحاول ان تكسبهم بالحسنى لتستفيد من نفوذهم الواسع وشعبيتهم الكبيرة التي ورثوها عن اجدادهم فانعمت على ثلاثة عشر منهم برتبة الباشوية وكان اشهرهم الامير عالي باشا بدرخان وكان وقتها قاضي بالاستانة (تركيا) ولكن سياسة الدولة العثمانية مع امراء ال بدرخان كانت كثرة التقلب والارتباك لاتعرف الاستقرار .
كان السلطان يرضي عليهم يوما ويغضب يوما حتى جاءت انتصارات اتاتورك الذي كان الد اعداء ال بدرخان وقتها فحكم على امين باشا بدرخان واربعة من ابنائه بالاعدام وهو (ثريا – علي – جلادت- كامران) فاضطر الامراء الاربعة الى مغادرة البلاد فذهبا علي وثريا الى مصر وذهب الامير جلادت الى سوريا وكان احد الزعماء بسوريا وتوفي سنه 1951 ودفن بمقبرة الامام خالد النقشبندي وذلك تكريما له حيث يكتب على مقبرته (هنا يدفن امير الاكراد وان كردستان البار حفيد بدرخان صاحب العزائم (جلادت) ذو التفخيمات وان كان جسمه مدفون هذا الا ان روحه صعدت الى السماء في سبيل الوطن صاحب العهد والميثاق جعل روحه قربانا لم يمت هو خالد واسمه ابداً ) كان هذا تعريب الشعر المنور والمحفور على ضريح الامير جلادت بدرخان في مقبرة الشيخ خالد النقشبندي بدمشق وعند وفاته وصلت الى اسرته برقيات كثيرة ونشرت عنه الصحف برقيات تنعي وفاته فكتبت عنه الكاتبة بهيجه مللي تحت عنوان فاجعة اليمة كتبت تقول ( في ظروف نحن فيها بحاجحه لصناعة الرجال منينا بفاجهة اليمة بفقدان احد رجالنا المناضلين الامير جلادت بك بدرخان باشا هذا الرجل الذي طوى صفحات حياته وكتب بمدح الفخر صفحات ناصعة في تاريخ الخلود لتكون عبرة لنا ولاجبال المستقبل كما ارسلت السيدة تشايمن هاوتن رسالة تعزية الى جانب ذلك البيان الرسمي الذي اصدره الاكراد للتعزية في قائدهم وزعيهم .
جاء علي وثريا الى مصر عام 1815 م الى اقليم الفيوم واستقرا فيه حينما اصدر محمد علي باشا مرسومه العالي باعطاء المهندس علي عالي بدرخان اربع الاف فدان بناحية ( قلم شاه ) ومنطقة ( اطسا ) ومن هذا التاريخ استقر المهندس علي عالي بدرخان بالفيوم وقام بانشاء قناطر اللاهون القديمة واصبح مصري الجنسية كردي الاصل وانتشرت عائلة الجندي بمحافظة الفيوم وجميع قراها بالاخص بمركز اطسا في قلم شاه والغرق والحجر والبرنس وتطون وعزبة قلم شاه وخليل الجندي وعثمان الجندي واصبحت عائلة الجندي تسيطر على مركز( اطسا ) بعلاقاتها وارتباطاتها وعصبتها ونسبتها من جميع عائلات المركز وقتها حتى انتشرت في جميع ارجاء المركز وخارجه وهذا الانتشار كان متفق عليه حينما جاءوا الى مصر حتى لا يتمركزوا في مكان واحد فهذا كان اتفاق الاجداد القدامى.
انجب علي الجندي اربع ابناء الاكبر سيف النصر وبدرخان ووالي ورياض فكان سيف النصر كثير الزواج حيث تزوج باحدى وعشرين وامراة وانجب ابناء كثيرين كان اشهر ابنائه الحاج طلبة سيف النصر الجندي وانتشرت زيجاته في معظم قرى مركز( اطسا ) ويرجع انتشار العائلة في قرى كثيرة في مركز( اطسا ) الى كثرة زواج سيف النصر.
اما بدرخان باشا مدير مديرية الفيوم وبني سويف عندما كانت المحافظة تسمى بالمديرية والمحافظ يسمى مدير المديرية وقد اخذ بدرخان باشا لقب الباشوية بحكم منصبة وكان صديق شخصي لسعد باشا زغلول وكان منزله بجوار منزل سعد باشا زغلول (بيت الامة) حيث كان يفصل بين المنزلين حديقة وكان بدرخان باشا وسعد باشا زغلول وحمد باشا يجتمعون بصفة دائمة في منزل بدرخان باشا اما والي بك علي الجندي فهو عمدة زمام قلم شاه بتوابعها وكان رجلا قصير القامة لكنه كان رجلا فظا قويا مثل جده الامير جلادت.
وقد انعم الملك فؤاد على والي بك الجندي بلقب الباكوية وعلى اثنين من ابنائه بلقب البهوية انجب بدرخان باشا ابنه احمد بدرخان مؤسس السينما المصرية ونجله المخرج علي بدرخان المخرج السينمائي المعروف اما والي بك الجندي فانجب احمد بيه والي الجندي وكيل مجلس النواب لمدة ثلاث دورات ومن موافقة المعروفة وهو وكيل مجلس النواب انه عندما طلب طه حسين وزير المعارف في ذلك الوقت السفير على نفقة الدول الى الخارج هو وزوجته من علاجه رفض احمد والي هذا المطلب وقال له من حقك ان تسافر انت على نفقة الدولة اما زوجتك فتسافر على نفقتك الشخصية .
وبالفعل سافر طه حسين على نفقة الدولة من اجل علاجه وسافرت زوجته على نفقته الشخصية و عندما ازدادت الخلافات بين عائلات ( الغرق ) قام بالصلح بينهم قسم الغرق الى الغرق القبيلة والغرق البحرية من اجحل انهاء الخلاف بين العائلات المتنازعة.
اما السيد بيه والي الجندي فهو عمدة قلم شاه لفترة زمنية كبيرة وهو مؤسس جمعية الشبان المسلمين بالفيوم وانجب السيد بيه وآل الجندي العمدة مامون والي الجندي والمستشار اسماعيل والي الجندي والعمدة احمد والي الجندي عندة منشاة الفيوم وكان رجلا تشهد له القيادة السياسية الحالية بالمحافظة بانه كان رجلا حسن السمعة شهما كريما على خلق متوارثها عن ابائه واجداده القدامى وقد انجب العمدة احمد السيد والي الجندي ابنه ايمن والي الجندي
pukonline.